إن المَصْنَعَ نوعان: مصنع للسلع و الأسلحة، و المسجد مصنع للرجال، و كل أمة ليست لديها مصانع للرجال فإن الأسلحة مهما تكاثرت في أيديها لا تُغني عنها لا قليلاً و لا كثيراً.
إن المساجد منذ نشأت كانت مصانع للرجال، و قد لاحظنا أنه يوم هجم الاستعمار العالمي على بلاد الإسلام، و استطاع أن يحتل فلسطين لاحظنا أنه في الوقت الذي نجح فيه عسكرياً في غزوة
أن يجعل العرب المحروبين المهزومين لا يلتقون في المساجد لقاءً نافعاً، و لا يتجمعون في دنيا الناس تجمعاً حراً،
لأنه لكي ينجح في بلوغ أهدافه، لابد أن يمنع الدين من أن يكون في جبهة المقاومة، و ذاك ما حدث. فإن المساجد أصبحت صوراً، و أصبح الكلام الذي يُلقى فيها ميتاً، و استمات أجراء الاستعمار في شتى الميادين أن يرفضوا أي تَجَمُّعٍ للإسلام في بلاده،
و بذلك استطاع اليهود أن يَضربوا دون أن يُضربوا، و أن يَظلموا و هم آمنون من العقوبة، و أن يتبجحوا و هم يدركون أنَّ الثأر منهم و الإِعداد لهم ما دام بعيداً عن الإسلام فلا قيمة له.
عندما أستطاع العدو أن يهزمنا ..ليس بسبب قله لأن المصانع لم تعد تصنع السلاح , لكن لأن المساجد لم تعد تصنع الرجال .
الشيخ محمد الغزالى - رحمه الله .
0 comments:
Post a Comment